Press ESC to close

تشغيل المحركات بالماء بين العلم والخيال! باحث سوري يبتكر شاحنا هيدروجينيا مائيا

من الأفكار المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي “تحليل الماء لإنتاج الهدروجين والأوكسجين كمصدر طاقة وقود مساعد لاستخدامه في محركات الاحتراق للسيارات والدراجات النارية والآليات الثقيلة والمراجل التي تعمل على الفيول والعنفات البخارية والغازية في محطات توليد الكهرباء”.

وللوقوف على مدى صحة وأمان هذه التقنية، يوضح الدكتور المهندس محسن علي من المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا بدمشق، وهو ذو باع طويل لأكثر من 25 عاماَ في مجال الطاقات البديلة وتقانات التصنيع العالية، أن تقنية تفكيك الماء واستخدامه كوقود مساعد تعود لأكثر من قرن من الزمن.

الدكتور علي، وانطلاقاَ من خبرته العلمية والعملية ابتكر وصنّع جهازاً جديداً من نوعه (الشاحن الهيدروجيني المائي) الذي يحتوي على تقنيات حديثة غير موجودة على منصات التواصل الاجتماعي تعالج كل المشاكل التي تعاني منها الخلايا الكلاسيكية، وبكلفة اقتصادية مجدية تجعل الجهاز في متناول الجميع ويوفر شروط استخدام آمنة من خلال حقن الهيدروجين والماء في دارة الوقود.

 يقول: “يمكن للجهاز توليد وقود مستحلب بتقانة الأمواج فوق الصوتية بشكل لحظي دون الحاجة لتخزينه وفق الحاجة. ويمكن تركيب هذا الجهاز على محركات السيارات والمولدات الكهربائية والمراجل والعنفات الغازية وعنفات توليد الكهرباء، وقد خضع الجهاز للاختبار العملي من قبل جهات بحثية مختصة، وأثبت جدارته العملية وقابليته للتطبيق الصناعي”.

ويتابع الدكتور علي: “يعمل الجهاز على تفكيك الماء إلى هيدروجين وأوكسجين وفق النسبة الانفجارية التي يمكن التحكم بها لتلبية حاجة المستثمر، أي أن كمية إنتاج الهدروجين مراقبة، وخاضعة للتحكم وفقاَ لحاجة المستخدم وبشكل لحظي مع بقاء درجة حرارة الخلية منخفضة بما لا يتجاوز 40 درجة مئوية مهما كانت عدد ساعات التشغيل، مع نظام حقن مبتكر غير مسبوق بالإضافة لتوليد وقود مستحلب (وقود تقليدي + ماء) ونظام حماية للمحرك من هذا الوقود.

وأوضح أن هذه تقنية مساعدة لتوفير استهلاك الوقود التقليدي وتزداد كمية التوفير مع زيادة لزوجة الوقود عن طريق الوصول لاحتراق كامل صديق للبيئة.

ويضيف المبتكر السوري “تقوم الفكرة ببساطة على توصيل قطبين كهربائيين (مكثفة) ببطارية (تيار كهربائي مستمر)، وأفضل أنواع الأقطاب المستخدمة مصنوعة من البلاتين نظراَ لخصائصه الكهربائية المميزة ومقاومته للتآكل في الأوساط القلوية والحمضية، وباعتبار كلفته مرتفعة كونه معدن نفيس، لجأ البعض لاستخدام معادن أخرى رخيصة متوفرة مثل الستانلس ستيل كونه لا يصدأ في الماء، وتعرف هذه الخلايا باسم الخلايا القلوية”.

ويتابع المهندس علي: “من الناحية العلمية تستخدم أغلب الجهات الأكاديمية أقطاب مصنوعة أو مطلية بمواد معدنية غير قابلة للأكسدة في الماء ضمن ظروف التحليل الكهربائي (مثل التيتانيوم المتبلور المعالج حرارياَ، لكونه محفزاَ نشطاَ لتفاعل تفكك الماء ومقاوم للتأكسد، وهو الرائج حالياَ بسبب توفره وانخفاض ثمنه حيث يتوفر على شكل أكسبد ويصنع تجارياً”.

تنتشر على اليوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعي آلاف الفيديوهات التعليمية لكيفية تصنيع هذه الخلايا وتطبيقاتها المختلفة، وأكثرها شيوعاَ، يكون بلغة أجنبية غير اللغة العربية، وينسخ بعض (المخترعين العرب) بنسخ بعض التجارب وتسجيل براءة اختراع في بلدانهم نظراََ لقلة معرفة الجهات المانحة لهذه البراءات، ويلجأ أغلب المواطنين في البلدان العربية للفيديوهات المقدمة باللغة العربية.

ولا يوجد في معظم هذه البراءات أي قيمة علمية مضافة، وتعد خطرة عند استخدامها لافتقارها لأسس علمية واضحة وصحيحة، وأغلب الخلايا التي ينشرها الهواة مكونة من صفائح ستانلس ستيل، ويضاف للماء المستخدم مع هذه الخلايا أحد الهدروكسيدات المتوفرة لديهم. ولا يتم التحكم بسرعة تفاعل تفكك الماء وبالتالي كمية الهيدروجين الناتجة، حيث تترك لجهد مصدر الطاقة المغذي للخلية.

وتعاني أيضاَ من ارتفاع كبير في درجة الحرارة وتشكل أكاسيد وأملاح معدنية تسهم جميعها في انخفاض مردود هذه الخلايا وتأكل الأقطاب واهترائها بسرعة إضافة لمشاكل أخرى عديدة تلحق الأذى بالبطارية والمحرك.

نصائح الخبير:

ينصح الدكتور محسن علي، الراغبين باقتناء خلية تحليل الماء:

  1. السؤال عن كمية التيار المستهلك من منبع التغذية المستمر، وكمية الغاز الموافق المتولد من الخلية، بحيث تكون هذه النسبة أكبر من 1,5 ليتر غازي في الدقيقة على الأقل لكل 5 آمبير لضمان نتائج عملية.
  2.  درجة حرارة الخلية يجب ألا تتجاوز الـ 40 درجة مئوية خلال عملها باستطاعتها القصوى لفترات طويلة.
  3.  يتوجب أن تكون الأقطاب المستخدمة مصنوعة أو مطلية بمادة غير قابلة للتأكسد في المحلول القلوي ومثبتة على مادة ناقلة كالحديد بشروط خاصة تمنع تفككها.
  4. مراعاة زيادة السطح النوعي للأقطاب واستخدام مواد مختلفة ومناسبة وفق اعتبارات علمية دقيقة.
  5. استخدام تقانة الأمواج فوق الصوتية لتوليد الوقود المستحلب المساعد.
  6. الماء المستخدم يجب أن يكون ماء مقطر للحفاظ على نظافة الخلية وضمان سيرورة عملها لفترات طويلة.
  7. ألا تتجاوز كمية الهيدروكسيد المستخدم نسبة 3%.

أهداف التنمية المستدامة:

إن الأفكار والآراء الواردة في هذه المادة هي آراء صانعي المحتوى، ولا تتطابق بالضرورة مع التوجهات الرسمية لمنصة حلول محلية أو الجهات الداعمة لها.

ع 6

اترك تعليقاً

  • en