Press ESC to close

طبيعة ريف الساحل السوري.. عناية بالشعر والبشرة مجانية

تنتشر العديد منتنتشر العديد من مقاطع “الرييلز” على منصات التواصل الاجتماعي والتي تُعنى بالاهتمام بالبشرة، أو المظهر عامةً، خصوصاً لدى الفتيات، وأصبح هذا المحتوى one of the top TREND منذ حوالي السنوات الأربعة وحتى الآن، والذي يجدّد من طرقه كل فترة، في الاهتمام بالشعر، البشرة، الثياب، والرشاقة الجسديّة، والتي باتت جميعها تؤثّر بشكلٍ واضح على السوق الإلكترونيّة والمبيعات في غالبيّة هذه المنصات.

ولأنّنا في سوريا، البعض منّا يستحيل عليه شراء المواد التجميليّة الأجنبيّة، التي قيمتها تساوي تقديريّاً قيمة الرواتب في الداخل السوريّ، لذلك ارتأت بعض الفتيات البحث في الطرق التجميليّة الطبيعيّة، والتي اشتهر بها تراث بعض الحضارات، كالفرعونيّة على سبيل المثال، حيث تظهر بعض الأبحاث فعاليّتها مقارنةً بمواد التجميل والاهتمام بالبشرة والشعر التي تباع في الأسواق.

في قريةٍ ريفيّة ببانياس على الساحل السوري، تحدّثنا لميس ذات (22 عاماً) كيف اكتشفت أهميّة المواد الطبيعيّة للاهتمام بشعرها وبشرتها، فبينما تتابع كباقي فتيات عمرها محتوياتٍ كهذه، بحثت في السوق السوري الإلكتروني عن أسعار هذه المواد والتي بالطبع يصعب عليها شراؤها.

تقول لميس:  “بالطبع كنت أشعر ببعض الغيرة عندما أشاهد فتيات في عمري يظهرن بهذا الشكل ال Perfect في صفحاتهم الإلكترونية، لكن للمفاجأة كانت جدتي هي الأولى التي أذهلتني بأهمية الأعشاب والفاكهة الطبيعية، حيث كانت تستخدمها في صباها، في حين أنّ جيل جدّاتنا لم يقضِ وقته إلكترونيّاً، وخاصةً في الأرياف التي كانوا يعيشون منها وفيها، ابتدعت النساء في ذاك الوقت طرقاً طبيعيّة للاهتمام بمظاهرهن”.

تؤكد الشابة العشرينية أنّ تجربتها بالعناية الطبيعيّة، بعد نصائح جدّتها، بالفعل أظهرت لها نتائج تعتبرها مرضيّة على الصعيد الشخصيّ، مضيفة “بدأت بتجربة الماسكات الطبيعيّة من العسل، والليمون، وحتى فاكهة الأفوكادو، ثمّ بدأت أبحث عن الخلطات على الانترنت وماذا يفيد كلّاً منها، وإلى اليوم أحاول أن أنصح كلّ فتاة مقرّبة مني بكيفيّة الاستفادة من ريفنا، لنصنع مزيجاً من تراث جداتنا مع وقتنا الحاضر”.

وفي سؤالنا عن أهمّ المواد التي جربتها تقول: “السكرابر بالملح والليمون والعسل قبل الاستحمام من أحبّ الخلطات الطبيعيّة التي جربتها، إضافةً إلى زيت جوز الهند الذي استطاع أن ينبت شعري من جديد ويضيف اللمعان الذي لم يعطيني إيّاه أيّ منتج في السوق، واليوم أجرّب صنع أحمر شفاه من الكرز. الطبيعة تعطيكي خيارات لا محدودة وبكلّ حب!”.

“بالطبع جيل الشباب في سوريا يعيش حالةً من التناقض بسبب ما يرونه من حياة مثالية باستمرار، وعلينا كأهل أن ندعم الحلول الطبيعيّة، وحتى المظهر الطبيعي” تقول والدة لميس التي دعمتها في اختيارها للاهتمام الطبيعيّ بمظهرها، في حين كانت تستخدم الصبغة الكيميائية لإخفاء خصل شيبها؛ باتت اليوم تستخدم الحناء الطبيعيّة الخالية من المواد الكيميائية والرصاص، وتخلطها ببعض الأعشاب والمواد التي تساعد على تركيز اللون الذي تريده”.

تتابع الأم: “كنت كالآخرين، لا أملك الوعي الكافي بما تسببه المواد التي تباع في الأسواق، كما أنّ ارتفاع أسعار هذه المواد، واقتناع لميس بأهميّة الاهتمام الطبيعيّ، ودعمي لها، جميعها أسباب جعلتني أن أرافقها في مشوارها، حيث أنّنا بالفعل لم ننتبه إلى غنى الريف السوريّ، ليس فقط للعناية بجمالنا، بل أيضاً في خيراته التي جعلت من أجدادنا يعيشون بصحة وعافية لأعمار طويلة”.

نهايةً؛ لا نستطيع أن نتغاضى عن الضغط الذي تمارسه منصات التواصل الاجتماعيّ على الشباب عامةً، وعلى السوري في الداخل خاصةً، فالوقت طويل في قضاء معظمه على الشاشات، من رييل إلى آخر، ومن انفلونسر يعيش حياة الرفاهية إلى لعبة التسويق التي تحرّك هذا السوق، لكن اعتدنا أنّ السوريّ يصنع الحلول، ومن اللاشيء يمتهن العيش، ولأنّ ال Perfection التي سوّق لها كانت إلكترونيّة من صنع الإنسان نفسه، يعرف أنّ الحياة طبيعيّة بحقيقة ريفه الخيّر الذي يعطيك من الخيارات حلولاً لا مثيل لها بطبيعتها!

أهداف التنمية المستدامة:

إن الأفكار والآراء الواردة في هذه المادة هي آراء صانعي المحتوى، ولا تتطابق بالضرورة مع التوجهات الرسمية لمنصة حلول محلية أو الجهات الداعمة لها.

ع 7

اترك تعليقاً

  • en