بقلم: كنده الزعيم
وسط شتات السوريين في العالم، يبقى التراث الثفافي مرجعا للهوية، ومن هنا انطلق ابن دير الزور “محمد” لإنشاء صفحة “دير غراف Deirgragh” عبر الإنستغرام لجمع والتقاط ما يمكن أن توثيقه وحمايته التفاصيل المتعلقة بمدينة الجسر المعلق في ذاكرتنا.
“الخوف عليها من النسيان”، دفع محمد لخلق مجتمع يستهدف الشباب من دير الزور، لتشجيعهم على مشاركة ما في جعبتهم من صور وفيديوهات وحكايا تعكس التراث المادي واللامادي الذي تكتسيه هذه المدينة.
هذا النوع من التراث، ونتيحة للحرب استمرت أكثر من 12 عاما، تأثر سلبا وطأة بسبب هشاشته واعتماده على الجهود الطوعية لأصحاب التقاليد والتعبيرات الحية لنقله من جيل إلى جيل، وبفضل وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح الناس قادرين على مشاركة المعرفة الأصلية والممارسات الاجتماعية والطقوس الشفوية ومهارات الصياغة التقليدية التي ورثوها عن أسلافهم
تعد مجموعة تراث دير الزور واحدة من مجموعة أخرى لا حصر لها، تم إنشاؤها على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة بهدف إحياء التراث الثقافي السوري والحفاظ عليه بالإضافة إلى تسهيل التوثيق الذاتي للمجتمعات.
اسم الصفحة، مشتق من اسم المدينة دير الزور، وكلمة “غراف” وظفها محمد في منشوراته لتقديم تقاليد دير الزوري المنسية ، وألعاب الطفولة ، والتعبيرات المحلية في العامية “الديرية والأغاني، والمأكولات المحلية”. من خلال هذا النهج المبتكر، يجعل محمد محتوى “ديرغراف” أكثر جاذبية وإثارة للاهتمام لجيل الشباب الذين حرموا من فرصة عيش تراثهم الثقافي بشكل مباشر.
“عين على الرقة”.. مبادرة إنستغرامية بأيدٍ جزراوية
عين أخرى على إحدى ضفاف الفرات، الرقة، تقول لميس، مؤسسة الصفحة: “يعتمد المحتوى بشكل كبير على فتح المنصة أمام المشاركات والمبادرات النابعة من متابعي الصفحة، الذين هم من المدينة أو قراها، كالصور ومقاطع الفيديو والنصوص والتسجيلات الصوتية.”
وتتابع: “على الرغم من المشاركات الواسعة، إلا أن التحدي يكمن في عدم سهولة التحقق المستمر من المعلومات، ليتم ذلك عبر بحث مكثف، ومشاورات مع السكان المحليين”.
ليس من الضروري أن تكون خبيرا في التراث، لتعمل على حمايته، فهذه المبادرات تعتمد عى حب الهوية والانتماء، والحرض على نقله إلى الآخرين لضمان بقائه، بغض النظر عن كيفية مشاركته.
. من ناحية أخرى ، حتى لو لم يكونوا خبراء ، فإن ذلك لا يجعل مساهماتهم عديمة القيمة. تعتمد العديد من مجالات العلوم ، في الوقت الحاضر ، على البيانات التي يولدها المواطنون والتعهيد الجماعي في أبحاثهم العلمية.
يحكي السوريون عن رسالة واضحة مفادها أن إحياء وحماية تراثهم الثقافي غير المادي هو عنصر أساسي في رفاهية مجتمعاتهم وقدرتها على الصمود مثل أي مكونات اجتماعية أو اقتصادية أخرى!.. هذا ليس تعبيرا عشوائيا عن الحنين إلى الماضي؛ فهذه المجموعات تمثل الجهود المحلية التي ينبغي تقديرها وتسخيرها، لأن لديها القدرة على لعب دور حاسم ليس فقط في توثيق وإعادة تشكيل هويتنا الموروثة التالفة، ولكن أيضا في تحقيق السلام والتماسك الاجتماعي الذي يتوق إليه.
أهداف التنمية المستدامة:
إن الأفكار والآراء الواردة في هذه المادة هي آراء صانعي المحتوى، ولا تتطابق بالضرورة مع التوجهات الرسمية لمنصة حلول محلية أو الجهات الداعمة لها.
اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.